وقد أزف المسير فقل لسعدى ... فديتك أخبري ما تأمرينا.
قال، فسمعه ابن أبي عتيقٍ فخرج حتّى أتى الحيّان من أرض غطفان، ثمّ أتى خيمة سعدى، فاستأذن عليها وأنشدها البيتين ثمّ قال لها: ما تأمريه به؟ قالت: آمره بتقوى الله.
أبو غسّان المهدي قال: مرّ أبو بكر الصّدّيق، رضي الله عنه، في خلافته بطريقٍ من طرق المدينة، فإذا جارية تطحن وتنشد:
وعشقته من قبل قطع تمائمي ... متمايساً مثل القضيب النّاعم
وكأنّ نور البدر سنّة وجهه ... ينمى ويصعد في ذؤابة هاشم
فدقّ عليها الباب فخرجت إليه، فقال: ويلك أحرّةً أم مملوكةً؟ قالت: مملوكةٌ يا خليفة رسول الله. قال: فمن هو؟ قال فبكت ثمّ قالت: يا خليفة رسول الله بحقّ الغير ألا انصرفت عنّي؟! قال: وحقّه لا أريم مكاني أو تعلميني!. فقالت:
وأنا التي لعب الغرام بقلبها ... فبكت بحبّ محمّد بن القاسم،
قال، فسار إلى المسجد وبعث إلى مولاها فاشتراها منه: وبعث إلى محمّد بن القاسم بن جعفر بن أبي طالب، رضي الله عنه، وقال: