هي أيضاً. فإنّها إذا سمعت هذا وأمثاله مرّةً أو مرّتين لم تدع أن تمكنه بمالٍ إن قدرت عليه وأذنت له في خطبتها من أوليائها، فإذا شاوروها في ذلك. رضيت، وقد تمكّن قوله من قلبها، توصّل منها إلى ما أراد بحلال التّزويج دون حيلةٍ من حيل الحرام.

وقال هارون بن المنذر: رأيت عطيطا المفتي يضرب جواريه على أنّ ليس لهنّ من يعشقهنّ. فقلت له؟ ويحك، أما تتقي الله؟ أيّ ذنبٍ لهنّ في هذا؟ ما أهون عليك! قال: إذا أردت أن أشتري كسوتهنّ أين قلت تكسوهن لأنك مولاهن فقال وما لهن الزواني ألا تجعل كسوتهم عليهم؟!؟ فقلت: إنّكنّ سمعتنّ ما قال؟ قلن: نعم، والله، ونجعل له أولاداً؟ قال: فتنفّس وقال: يقولون ما لا يفعلون!

قال الزّبير بن بكار: خرج أبو السّائب المخزومي وعبد الله بن جندب إلى موضعٍ يتنزّهان فيه، فلقيا ابن المولى الشّاعر، فصلح به ابن جندب. فقال: ما شأنك؟ وأنشد:

وأبكي فلا ليلى بكت من صبابةٍ ... لما بي ولا ليلى لذي الودّ تبذل

واخضع للعتبى إذا كنت مذنباً ... وإنّي إذ نبت كنت الذي أتنصّل

وقد زعمت أنّي سلوت وأنني ... ثباتي عن إتيانها متعلّل.

قال ابن جندب: من ليلى هذه؟ امرأته طالقٌ إن لم أفدها. قال: هي والله يا أخي فرسي سمّيتها ليلى.

قال الزّبير بن بكار: قال عمر بي أبي ربيعة المخزومي:

أحنّ إذا رأيت حجال سعدى ... وأبكي إن سمعت لها حنينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015