هؤلاء فتن الرّجال، فكم مات بهنّ كريمٌ، وعطب عليهنّ سليم!!.
وكان فتىً من أهل الكوفة عاشقاً لجاريةٍ، وكان أهلها قد أحسّوا به فتوعّدوه ورصدوه، فلم يقدر على الوصول إليها فواعدها في ليلةٍ مظلمةٍ أن تسير إليه. وأتى فتسوّر عليها حائطاً. فعلم به أهلها فأخذوه وأتوا به خالد بن عبد الله القسري وقالوا له: إنّه لصٌّ تسوّر علينا من الحائط. فسأله خالد عن ذلك فكره أن يجحد السّرقة فيفضح الجّارية، فقال: أسارقٌ أنت؟ قال: نعم، أصلح الله الأمير. فأمر بقطه يمينه. وكان للجارية ابن عمٍّ من أهل الفضل قد اطّلع على بعض شأنه فأخذ رقعةً وكتب فيها هذه الأبيات:
أخالدٌ قد، والله، أوطئت عشوةً ... وما العاشق المظلوم فينا بسارق
أقرّبما لم يجن عمداً لأنّه ... رأى القطع خيراً من فضيحة عاشق
ولولا الذي قد خفت من قطع كفّه ... لألفيت في أمر الهوى غير ناطق
إذا مدّت الغابات في السّبق للعلى ... فأنت ابن عبد الله أوّل سابق