لَهُ حظ فِي سهم الغيب يصدق بِهِ فيما يقوله عَلَى الأكثر.
ابن العجم طبيب منجم خبير بعلوم الأوائل مذكور فِي الدولة البويهية مشهور فِي بلاد فارس والبصرة فِي العراق مرتزق بالطب مقدم فِيهِ حسن المعالجة مات فِي حدود سنة ثلاثين وأربعمائة.
ابن السنبدي هَذَا رجل كَانَ بمصر وهو من أهل المعرفة والعلم والخبرة بعمل الاصطرلاب والحركات وَقَدْ رأينا من عمله آلات حسنة الوضع فِي شكلها صحيحة التخطيط فِي بابها قال ابن السنبدي كَانَ الوزير أبو القاسم علي بن أحمد الجرجاني تقدم فِي سنة خمس وثلاثين وأربعمائة قبل وفاته باعتبار خزانة الكتب بالقاهرة وان يعمل لَهَا فهرست وبرم مَا أخلق من جلودها وانفذ القاضي أبا عبد الله القضاعي وابن خلف الوراق ليتوليا ذَلِكَ وحضر القصر وحضرت لأشاهد مَا يتعلق بصناعتي فرأيت من كتب النجوم والهندسة والفلسفة خاصة ستة آلاف وخمسمائة جزء وكرة نحاس من عمل بطليموس وعليها مكتوب حملت هَذِهِ الكرة من الأمير خالد بن يزيد بن معاوية وتأملنا مَا مضي من زمانها فكان ألفاً ومائتين وخمسين سنة وكرة أخرى من عمل أبي الحسين الصوفي للملك عضد الدولة وزنها ثلاثة آلاف درهم قَدْ اشتريت بثلاثة آلاف دينار.
بنو موسى بن شاكر أصحاب كتاب حيل بني موسى قَدْ مر ذكرهم فِي ترجمة أبيهم وَقَدْ رأيت أن أذكر قطعة من مجموع أخبارهم فِي هَذَا الموضع من الأبناء فأنهم لا يعرفون إِلاَّ ببني موسى وأشهر مَا بنسب إليهم الكتاب المعروف بحيل بني موسى وهم محمد وأحمد والحسن ويعرف أولادهم من بعدهم ببني المنجم وَكَانَ والدهم موسى بن شاكر يصحب المأمون والمأمون يرغي حقه فِي أولاده هؤلاء المذكورين وَلَمْ يكن موسى والدهم من أهل العلم والأدب بل كَانَ فِي حداثته حرامياً يقطع الطريق ويتزيى بزي الجند وَكَانَ شجاعاً