إِلَى مدينة السلام وانحدر المأمون فِي ذَلِكَ اليوم وكان يوم الخميس ووافينا مدينة السلام غداة يوم السبت ودخل الناس كلهم مدينة السلام فقابل يوسف واجتمعت ويوحنا بن ماسويه عند أبي العباس بن الرشيد عند موافاة المأمون فسألني عن عهدي بجبرائيل بن بختيشوع فأعلمته أني لَمْ أره بعد اجتماعنا بالعلث ثُمَّ قلت لَهُ قَدْ سمعت عنده فيك قولاً فقال مَاذَا فقلت لَهُ بلغه أنك تقول انك اعلم من جالينوس بالطب فقال على من ادعى عَلَى هَذَا لعنة الله مَا صدق مؤدي هَذَا الخبر ولا بر فسرى ذَلِكَ من قوله مَا كان فِي قلبي وأعلمته أني أزيل عن قلب جبرائيل مَا تأدى إِلَيْهِ من الخبر الأول فقال لي افعل لشدتك الله وقرر عنده مَا أقول وهو مَا كنت أقوله فحرف المؤدي فسألته عنه فقال غنما قلت لو أن بقراط وجالينوس عاشا إِلَى أن يسمعا قولي فِي الطب وصفائي لسألا ربهما أن يبدل لهما جميع حواسهما من البصر والشم واللمس والذوق حساً سمعياً يضيفونه إِلَى مَا معهما من حس السمع ليسمعا حكمتي ووصفي فأسألك بالله لما أديت هَذَا القول عني فاستعفيت من إلقاء هَذَا الخبر عنه فلم

يهفني فأديت إِلَى جبرائيل وَقَدْ كَانَ اصطح فِي ذَلِكَ اليوم مفرقاً من علته فداخله من الغيظ والضجر مَا تخوفت عَلَيْهِ من النكسة وأقبل تدعو علي نفسه ويقول هَذَا جزاء من وضع الصنجة فِي غير موضعها وهذا جزاء من اصطنع السفل وأدخل فِي مثل هَذِهِ الصناعة الشريفة من لَيْسَ من أهلها ثُمَّ قال ألا عرفت السبب فِي يوحنا بن ماسويه وأبيه فأخبرته أني لا أعرفه فقال لي الرشيد امرني باتخاذ بيمارستان فأحضرت دهشتك من بيمارستان جند يسابور لأقلد فِي البيمارستان الَّذِي أمر الرشيد باتخاذه فامتنع من ذَلِكَ وذكر أنه لَيْسَ للسلطان عنده أرزاق جارية عَلَيْهِ وإنما يقوم فِي بيمارستان جند يسابور وميخائيل بن أخيه حسبة وتحمل على بطيماثيوس الجاثليق فِي إعفائه وإعفاء ابن أخيه فأعفيتهما فقال لي أما إذَا أعفيتني فإني أهدي إليك هدية ذات قدر يحسن بك قبولها وتكثر منفعتها لَكَ فِي البيمارستان فسألته عن الهدية فقال أن صبياً ممن كَانَ يدق الأدوية عندنا ممن لا يعرف لَهُ أب ولا قرابة أقام فِي البيمارستان أربعين سنة وَقَدْ بلغ الخمسين سنة أَوْ جاوزها وهو لا يقرأ حرفاً واحداً بلسان من الألسنة إِلاَّ أنه قَدْ عرف الأدواء داء فداء وَمَا يعالج بِهِ أهل كل داء وهو أعلم خلق الله بانتقاء الأدوية واختيار جيدها وتقى رديها وأنا أهديه إليك فاضممه إِلَى من أحببت من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015