ذَلِكَ مشتهراً بِهِ كثير الرحلة إِلَى بغداد والاجتماع برؤوسها ومقدمي أهل الدولة ولهم معه مذاكرات ومحاورات وَكَانَ هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابي كثير المذاكرة لَهُ والأخ عنه فِي تاريخه حكايات جرت بتكريت سكوناً إِلَى صحة روايته وَلَمْ يزل عَلَى ذَلِكَ إِلَى أن قتله أبو المنيع قراوش العقيلي أمير الموصل وإنما ينضاف إليها.
يحيى بن عيسى بن جزلة أبو علي الطبيب البغدادي النصراني كَانَ رجلاً نصرانياً طبيباً ببغداد قَدْ قرأ الطب عَلَى نصارى الكرخ الَّذِين كانوا فِي زمانه وأراد قراءة المنطق فلم يكن فِي النصارى المذكورين فِي ذَلِكَ الوقت من يقوم بهذا الشأن وذكر لَهُ أبو علي ابن الوليد شيخ المعتزلة فِي ذَلِكَ الأوان ووصف بأنه عالم بعلم الكلام ومعرفة الألفاظ المنطقية فلازمه لقراءة المنطق فلم يزل ابن الوليد يدعوه إِلَى الإسلام ويشرح لَهُ الدلالات الواضحة ويبين لَهُ البراهين حَتَّى استجاب وأسلم وعلم بإسلامه القاضي أبو عبد الله الدامغاني قاضي القضاة يومئذ فسر بإسلامه وَقَدْ كَانَتْ لَهُ عَلَيْهِ خدمة بالطب فقربه وأدناه ورفع فِي محله بأن استخدمه فِي كتابة السجلات بَيْنَ يديه وَكَانَ مع اشتغاله بذلك يطب أهل محلته وسائر معارفه بغير أجرة ولا جملة بل احتساباً ومروة ويحمل إليهم الأدوية بغير عوض ولما مرض مرض موته وقف كتبه فِي مشهد الإمام أبو حنيفة مات ابن جزلة فِي سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ومن مشاهير تصانيفه. كتاب المنهاج فِي الأغذية. كتاب الأدوية. كتاب تقويم الأبدان مجدول.
يعقوب بن إسحاق بن الصباح بن عمران بن إسماعيل بن محمد بن الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن