الخميس لتسع بقين من ذي الحجة سنة أربع وستين وثلاثمائة للهجرة وهو الثالث عشر من آب سنة ألف ومائتين وخمس وثمانين للإسكدر ودان فِي بيعة القطيعة ببغداد وَكَانَ عمره إحدى وثمانين سنة شمسية ورأيت فِي بعض التعاليق بخط من يعني بهذا الشأن وفات كَانَتْ فِي اليوم المقدم ذكره من الشهر المقدم ذكره من سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.

يحيى بن علي بن يحيى المنجم كَانَ هَذَا فاضلاً عالماً بعلوم الأوائل قيماً بعلوم الآداب لَهُ فِي كل ذَلِكَ الغاية القصوى نادم الخلفاء وخالط الأجلاء بأدبه وأخرى بأصالة نسبه فإن لَهُ أسلافاً فِي هَذِهِ الفنون سادة قادة مات فِي ليلة يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من هر ربيع الآخر سنة ثلاثمائة.

يحيى بن التلميذ الحكيم معتمد الملك النصراني طبيب الدولة العباسية فِي زمانه ويستشار برأيه وَلَهُ الفضل الوافر والأدب الغزير والمعرفة الكاملة واتفقت لَهُ سعادة جد حَتَّى كسب الأموال وعاش إِلَى آخر عهد المستظهر بالله فِي حدود سنة اثنتي عشرة وخمسمائة وَلَهُ شعر شريف وقصد فِي المعاني لطيف فمما قاله فِي دار بناها سيف الدولة صدقة ووقعت النار فِيهَا:

يَا بانياً دار العلى مليتها ... لتزيدها شرفاً عَلَى كيوان

علمت بأنك إنما شيدتها ... للمجد والإفضال والإحسان

فقفت عوائدك الكرام وسابقت ... تستقبل الأضياف بالنيران

وَلَهُ فِي الغزل:

فراقك عندي فراق الحياة ... فلا تجهرن عَلَى مدنف

علقتك كالنار فِي شمعها ... فما أن تفارق أَوْ تنطفي

وَلَهُ أيضاً:

بدا إلينا أرج القادم ... فبرد الغلة من هائم

يحيى بن سهل السديد أبو بشر المنجم التكريتي كَانَ هَذَا الرجل من أهل تكريت وَكَانَ عالماً بالنجوم وتسييرها وأحكامها مصيباً فيما يعانيه من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015