يحيى بن إسحاق الطبيب الأندلسي أحد وزراء عبد الرحمن الناصر من بني أمية المستولين عَلَى الأندلس وَكَانَ إسحاق أبو يحيى نصرانياً طبيباً صانعاً بيده مشهوراً فِي أيام الأمير عبد الله وَكَانَ يحيى هَذَا ولده بصيراً زكياً فِي العلاج صانعاً بيده واستوزره عبد الرحمن الناصر وولاه الولايات الجليلة بعد إسلامه ونال عنده حظوة وألف فِي الطب كناشاً فِي خمسة أسفار يسمى الإبريسم ذهب فِيهِ مذهب الروم بحكم أن هَذَا النوع لَمْ يكن استقر بالأندلس ولا اشتهر شهرته الآن .. وروى راو أنه رآه قاعداً عَلَى باب داره يوماً إذ أقبل رجل بدوي عَلَى حمار وهو يصيح ويقول أدركوني وكلموا الوزير بسببي فخرج وقال للرجل مَا بك فقال أَيُّها الوزير ورم فِي إحليل أيري ومنعني البول منذ أيام كثيرة وأنا فِي حد الموت فقال اكشف عنه ففعل فإذا هو وارم فقال لرجل كَانَ مع العليل أطلب حجراً أملس فطلبه وأتى بِهِ الوزير فقال ضعه فِي كفك وضع عَلَيْهِ الإحليل فلما تمكن إحليل الرجل من الحجر جمع الرجل يده وضربه عَلَى الإحليل ضربة غمي عَلَى الرجل منها ثُمَّ اندفع الصديد يجري فما استوى بالرجل جرى الصديد والدم حَتَّى فتح عينيه ثُمَّ جعل يبول فِي أثر ذَلِكَ فقال لَهُ اذهب فقد برئت من علتك وأنت رجل عابث واقعت بهيمة فِي دبرها فصادفت شعيرة لحجت فِي عين الإحليل فورم وَقَدْ خرجت فِي الصديد فقال لَهُ الرجل بلى فعلت فأقر وهذا يدل عَلَى حدس صحيح وقريحة صادقة.
يحيى بن سعيد بن ماري أبو العباس الطبيب النصراني المعروف بالمسيحي صاحب المقامات الستين عالم بالطب والأدب يطلب بمدينة البصرة فِي زماننا أدركنا من روى عنه فممن روى عنه ممن أدركناه أبو حامد محمد بن محمد بن حامد بن آلة الأصفهاني العماد رحمه الله ورأينا من الرواة عنه البصري المعلم الحصني وَكَانَ يروى عنه مقاماته وَكَانَ للمسيحي هَذَا معرفة