التجربة وتفريط من فرط وحزم من استعمل الحزم وَلَهُ فِي أنواع علوم الأوائل كتاب الفوز الكبير وكتاب الفوز الصغير وكتاب فِي الأدوية المفردة وكتاب فِي تركيب الباجات من الأطعمة أحكمه غاية الإحكام وأتى فِيهِ من أصول علم الطبيخ وفروعه بكل غريب حسن وعاش زماناً طويلاً إلى أن قارب سنة عشرين وأربعمائة وقال أبو علي ابن سينا فِي بعض كتبه وَقَدْ ذكر مسألة فقال فهذه المسألة حاضرت بِهَا أبا علي بن مسكويه فاستعادها كرات وَكَانَ عسر الفهم فتركته وَلَمْ يفهمها عَلَى الوجه هَذَا معنى مَا قاله ابن سينا لنني كتبت الحكاية من حفظي.

مسيحي بن أبي البقاء بن إبراهيم الطبيب النصراني النيلي نزيل بغداد أبو الخير ويعرف بابن العطار طبيب فِي زماننا هَذَا الأقرب خبير بالعلاج قيم بِهِ لَهُ ذكر وقرب من دار الخلافة يطبب النساء والحواشي ويطأ بساط الخليفة لأجل ذَلِكَ وتيمن الناس بعلاجه وتباركوا بمباشرته فِي الأكثر ورفع قدره التخصيص بالعتبات النبوية وَكَانَ الإمام الناصر لدين الله أبو العباس احمد يقدمه عَلَى أمثاله وطلب مرة لمباشرة زعيم الموصل من بيت أتابك زنكي فسير إِلَى هناك وَكَانَ قَدْ قنى كتباً كثيرة فِي الحكمة وَمَا يتعلق بِهَا بحيث خرجت فِي الكثرة عن الحصر وقيل أنه كَانَ إذَا وقعت فِي يده نسخة من كتاب وخشي المزايدة فِيهِ بحزمة لينقص قسمته ويبتاعه واشتهر هَذَا عنه ورموه بقلة الدين لأجل ذَلِكَ وعاش طويلاً وحصل مالاً جزيلاً ومات ببغداد فِي يوم الخميس ثاني عشر شهر رمضان سنة ثمان وستمائة وخلف ولداً طبيباً لَمْ يكن رشيداً ولا محمود الطريقة فيما قيل وأحدث لَهُ سوء تدبيره وقله دينه أمراً أوجب فساد حاله واستنفاداً كثر ماله فذهبت ذخائره عَلَى ذَلِكَ فسبحان القادر عَلَى كل شيء.

قال قثم بن طلحة الزينبي المعروف بابن الألفي فِي تاريخه أخبرني أبو الخير مسيحي المتطبب بان امرأة عرض لَهَا فتق ب بان امرأة عرض لَهَا فتق فِي نواحي سرتها خرق جلد بطنها والغشاء والمعاء وان زوجها أخبره بأن البزار دام خروجه من ذَلِكَ الفتق حدود شهرين وان الموضع التحم وانقطع مَا كَانَ يخرج منه وعاد إِلَى المخرج الأول وانصلحت المرأة وَلَمْ يبق بِهَا إِلاَّ ألم يسير بظاهر بطنها فسبحان المدبر الحكيم.

مسعود بن أبي محمد أبو الفتوح المعروف بابن الغضائري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015