ويعرف بابن الجوبان هَذَا رجل من أهل بغداد فِي زماننا هَذَا الأقرب من أهل باب البصرة كَانَ فيلسوفاً متكلماً أديباً شاعراً حنبلي المذهب يتظاهر بمذهب الاعتزال ويبطن اعتقاد الحكماء وَكَانَ تاركاً للصلاة فيما قيل وتوفي يوم السبت سابع ربيع الآخر سنة ست عشرة وستمائة.
المكفوف الملاحمي المصري هَذَا رجل كَانَ بمصر وَكَانَ مكفوفاً ينسب إِلَى قبيل الملاحمي يتكلم فِي علم الحدثان ويصيب فِي الأكثر قال الحسن بن رافع الكاتب جلست فِي بعض الدكاكين الشارعة عَلَى طريق أحمد بن طولون قبل أن يدخل مصر بساعة والناس مجتمعون لتأمله عند دخوله وجلس معي فِي الدكان شاب مكفوف ينسب إِلَى قبيل صاحب الملاحم قال فسأله رجل كَانَ معنا عما يجده فِي كتبهم لَهُ فقال هَذَا رجل صفته كذا وكذا ويتقلد وولده قريباً من أربعين سنة قال الحسن بن رافع فما تم كلامه حَتَّى مر بنا أحمد بن طولون وَكَانَتْ صفته كما ذكر لَمْ يغادر شيئاً منه واتفق أن نظر بعض المنجمين فِي مصر طالع الدخول فِي الاصطرلاب فكان ثلاث عشرة درجة من برج العقرب فقال بعض من لَهُ يد فِي الحكم النجومي هَذَا طالع من قامت بِهِ دولة بني العباس فغن صدق الحكم يملك هَذَا البلد ويملكه قوم من نسله قرانين وهو قريب من أربعين سنة فعجب الحاضرون من اتفاق القولين فِي ذَلِكَ وَكَانَ الأمر كما قيل فإنه ملك وولده وولد منه ثمانياً وثلاثين سنة.
منصور بن مقشر الطبيب المصري أبو الفتح النصراني كَانَ ابن مقشر هَذَا من الأطباء المتقدمين فِي الدولة القصرية بالديار المصرية وَلَهُ منزلة سامية من أصحاب القصر ولا سيما فِي أيام العزيز منهم واعتل منصور بن مقشر هَذَا فِي أيام العزيز فِي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وتأخر عن الركوب وَكَانَ العزيز وجع الرجل فلما تماثل أَيْنَ مقشر كتاب إِلَيْهِ العزيز بخطه: بسم الله الرحمن الرحيم طبيبنا سلمه الله الطبيب وأتم النعمة عَلَيْهِ وصلت إلينا البشارة بما وهبنا الله من عافية الطبيب وبرئه والله العظيم لقد عدل عندنا مَا رزقنا نحن من الصحة فِي جسمنا فتمم الله عَلَيْكَ النعمة وكمل لنا صحتك وعجل بِهَا ولا أشمت بناقيك عدواً ولا حاسداً ورد كيد من يريد الكيد فِي نحره وابتلاه بما لا طاقة لَهُ بعد الكفاية فيك وإقالتك العثرة ورجوعك إِلَى