دولة الترك وأيها رضوان بن تتش وحضر يوماً عنده وهو يشرب فحمله السكر عَلَى أن قال لَهُ أسلم فامتنع فضربه بسيف كَانَ فِي يده أثر فِي جسمه بعض أثر ونزل من بَيْنَ يديه وَلَمْ يعد إلى داره ومر عَلَى وجهه إلى أنطاكية وخرج عنها إلى مدينة ودفن بِهَا فِي حدود سنة تسعين وأربعمائة ولأبي الخير هَذَا كتاب فِي التاريخ ذكر فِيهِ حوادث مَا قرب من أيامه يشتمل عَلَى قطعة حسنة من أخبار حلب فِي أوانه وَلَمْ أحد منه سوى مختصر جاءني من مصر اختصره بعض المتأخرين اختصاراً لم يأت فِي بطائل المنجم الخارجي المصري هَذَا رجل كَانَ بمصر يعرف أحكام النجوم ويتكلم فِي الحدثان وزعم أنه رأى لنفسه أنه سيملك فخرج بصعيد مصر فِي سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة فِي أيام العزيز بن المعز عليهما السلام واستغوى وذكر أنه يدعو المهدي وأنه فِي الجبل وأخذ العد بذلك عَلَى ثلاثمائة نفس وثلاثين ولسبع خلن من صفر ورد الخبر من الصعيد بأخذه وحصوله فِي الأسر وحمل إلى الحضرة فوصل عَلَى يد القائد أبي الفتوح الفضل بن صالح فِي يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر وحبس فِي السجن ثُمَّ ضربت رقبته بعد أيام.

مسكويه أبو علي الخازن من كبار فضلاء العجم وأجلاء فارس لَهُ مشاركة حسنة فِي العلوم الأدبية كَانَ خازناً للملك عضد الدولة بن بوبه مأموناً لديه أثيراً عنده وَلَهُ مناظرات ومحاضرات وتصانيف فِي العلوم فمن تصانيفه كتاب أنس الفريد وهو أحسن كتاب صنف فِي الحكايات القصار والفوائد اللطاف وكتاب تجارب الأمم فِي التاريخ بلغ فِيهِ إلى لعض سنة اثنتين وثلاثمائة وهي السنة الَّتِي مات فِيهَا عضد الدولة بن بويه صاحبه وهو كتاب جميل كبير يشتمل عَلَى كل مَا ورد فِي التاريخ مما أوجبته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015