وعشرون طبيباً وَكَانَ فيهم من يأخذ رزقين لأجل تعاطيه علمين ومن يأخذ ثلاثة لتعاطيه ثلاثة علوم وَكَانَ فِي جملتهم عيسى هَذَا يأخذ أرزاق رزقاً للنقل من السرياني إِلَى العربي ورزقين آخرين بسبب علمين آخرين.
عطارد بن محمد الحاسب رجل مشهور بأنواع علوم الهيئة مذكور فِي وقته مصنف وَلَهُ من التصانيف. كتاب تركيب الأفلاك. كتاب المرايا المحرقة.
عبدوس بن زيد صاحب التذكرة كَانَ طبيباً حاذقاً خبيراً بعلامات الأمراض منذراً بِهَا قبل وقوعها جميل التحيل للبراء ولما اعتل القاسم بن عبيد الله فِي حياة أبيه وَكَانَ بِهِ مرض حاد فِي تموز وحصل بِهِ قولنج صعب وانفرد بعلاجه عبدوس بن زيد وسقاء ماء أصول الكرفس والرازاتج ودهن الخروع وطرح عَلَيْهِ شيئاً من ايارج فلما شربه سكن وجعه وقلقه وجاءه مجلسان وأفاق ثُمَّ أعطاه من غد ذَلِكَ اليوم ماء الشعير فاستظرف هَذَا منه.
علوي الديري المنجم من أهل قرية من قرى صعيد مصر تعرف بدير البلاص شمالي فوص بنصف نهار فِي لحف جبل بوقيراط قرية نزهة غربي النيل لَهَا بساتين ونخل وَكَانَ علوي مقيماً بِهَا وَلَمْ يزل فِيهَا فِي دار لَهُ يقصده من يأخذ عنه علمه ويعمل التقاويم ويسيرها إِلَى أجلاء أهل البلد فيبر من جهتهم ويسير المواليد ويدقق النظر فِي ذَلِكَ ويعرف من المنطق كتاب ايساغوجي شرح متى لا يتعداه فِي سواه ويدعي أنه رصد كوكباً ووقف لَهُ وأخدمه الكوكب بعض روحانيته وَكَانَ يقول أن اسم الروحاني أبو الورد وَكَانَ يدعي أنه يستخدم الجن ويبرئ المعتوه من المس واجتمعت بِهِ بدير البلاص لإبراء نسيب لي كَانَ قَدْ أسكت وأدركته بهتة فلم يأت بشيء وكنا قَدْ مضينا بِهِ إِلَى الدير فنزلنا بمسجد فِيهِ رجل مغربي بعلم الصبيان فلما كَانَ آخر النهار طلبنا مَا نعلفه الدواب فلم نجده بالقرية وتغير أهلها عنه خسة منهم وَلَمْ يكن الشيخ ممن يطلب منه شيء من ذَلِكَ لانقطاعه إِلَى سبب ضعيف فِي الارتزاق فسيرنا إِلَى قرية أخرى قاطع النيل اسمها ابنون من أحضر مَا أردناه بعد ليل وبتنا بالمسجد فلما كَانَ فِي أثناء الليل دق باب