أقبح لقى وهذا ثمرة الشر.
عيسى الطبيب البغدادي المعروف بسوسة كَانَ هَذَا الطبيب فِي أيام المقتدر وقبلها ببغداد كَانَ يتطبب لزيدان القهرمانة وَكَانَ قبل ذَلِكَ يخدم أبا ... ابن الفرات وخدم بعده أخاه أبا الحسن الوزير وكان يحمل الرقاع بَيْنَ الوزراء وربما حملها إِلَى القهرمانة بوقيعة بعضهم فِي بعض ليعرض ذَلِكَ عَلَى الخليفة.
عيسى بن الحكم هَذَا رجل من أهل دمشق من أرض الرشيد وَكَانَ خبيراً بالطب حسن المباشرة والمعالجة قال يوسف بن إبراهيم مولى إبراهيم المهدي نزلت عَلَى عيسى بن الحكم بمنزلة بدمشق فِي سنة خمس وعشرين ومائتين وبي منزلة صعبة فكان يغذوني بأغذية طيبة ويسقيني الماء بالثلج فكنت أنكر ذَلِكَ وأعلمه أن تِلْكَ الأغذية مضرة بالنزلة فيعتل عَلي بالهواء ويقول أنا أعلم بهواء بلدي وهذه الأشياء المضرة بالعراق نافعة بدمشق وكنت بما يغذوني فلما خرجت عن البلد خرج مشيعاً لي حَتَّى صرنا إِلَى الموضع المعروف بالراهب وهو الموضع الَّذِي فارقني فِيهِ فقال لي أعددت لَكَ طعاماً يحمل معك مخالف الأطعمة الَّتِي كنت تأكلها فِي منزلي وآمرك أن لا يشرب ماء بارداً أصلاً فلمته عَلَى مَا فعل فيما غذاني بِهِ فقال إنه لا يحسن بالعاقل أن يلزم قوانين الطب مع ضيفه فِي منزله قال يوسف بن إبراهيم قال لي عيسى بن الحكم وَقَدْ شيعني وهو آخر كلام دار بيني وبينه أن والدي توفي وهو ابن مائة وخمسين سنة وَلَمْ يتشنج لَهُ وجه وَلَمْ يتغير ماء وجهه لأشياء كَانَ يفعلها فاعمل أنت بِهَا وهي أن لا تذوق القديد ولا تغسل يديك ورجليك عند خروجك من الحمام إِلاَّ بماء بارد مَا يمكنك فالزم ذَلِكَ فإنك تنتفع بِهِ.
عيسى بن يوسف المعروف بابن العطارة كَانَ متطبب القاهر وَكَانَ ثقته ومسيره وسفيره بينه وبين وزرائه وتقدم فِي وقته تقدماً كثيراً وشاركه فِي الطب سنان بن ثابت بن قرة وَكَانَ خصيصاً بالقاهر وَكَانَ عيسى أشد تقدماً منه.
عيسى النفيسي الطبيب كَانَ من أطباء الأمير سيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان وَكَانَ سيف الدولة إِذَا أكل الطعام وقف عَلَى مائدته أربعة