والحظي عنده وغيره من أطباء الخاص المشاركين لَهُ يتولون علاجه فلا يؤثر ذَلِكَ إِلاَّ شراً فِي العقر فأحضر لَهُ هَذَا اليهودي فلما رآه طرح عَلَيْهِ دواء يابساً فنشفه وشفاه فِي ثلاثة أيام فأطلق لَهُ ألف دينار وخلع عَلَيْهِ ولقبه بالحقير النافع وجعله من أطباء الخاص. الحكم بن أبي الحكم الدمشقي الطبيب هَذَا طبيب كَانَ فِي صدر الدولة العباسية وَكَانَ من المعمرين وأبوه أبو الحكم كَانَ طبيباً فِي صدر الإسلام وسيره بن أبي سفيان مع ولده يزيد طبيباً إِلَى مكة عندما سير يزيد أميراً عَلَى الحج فِي أيامه قال الحكم هَذَا خرج أبي مع يزيد بن معاوية إِلَى مكة طبيباً وخرجت أنا مع عبد الصمد بن علي ابن عبد الله بن العباس طبيباً إِلَى مكة وبين وفاة يزيد بن معاوية وعبد الصمد بن علي مائة ونيف وعشرون سنة والحكم هَذَا هو والد عيسى بن الحكم الطبيب المشهور وتوفي الحكم هَذَا بدمشق وعبد الله بن طاهر يومئذ بدمشق فِي سنة عشر ومائتين فطلب عبد الله متطببيه فِي وقت غذائه فلم يصب أحداً منهم فسأل عنهم فأخبر بوفاة الحكم وحضورهم جنازته فعاتب عبد الله متطببه أيوب بعد منصرفه عَلَى تركه حضور طعامه فاعتذر أيوب بوفاة الحكم وأعلمه أنه مَا يعرف أحداً بلغ من السن فلم يتغير عقله وَلَمْ ينقص علمه غيره فسأله عبد الله عن سنه فأعلمه أنه عمر مائة سنة وخمس سنين فقال عبد الله عاش الحكم نصف التاريخ.
وقال عيسى بن الحكم ركبت مع أبي الحكم فِي مدينة دمشق فاجتزنا بحاثوت حجام قَدْ وقف عليه بشر كثير فلما بصر بنا بعض الجماعة قالوا أفرجوا هَذَا الحكم المتطبب وعيسى ابنه فلما أفرج القوم فإذا برجل فد فصده الحجام فِي العرق الباسليق فصداً واسعاً وَكَانَ الباسبيق عَلَى الشريان فلم يحسن الحجام أن يعلق العرق فأصاب الشريان وَلَمْ يكن عند الحجام حيلة فِي قطع الدم فاستعملنا الحيلة فِي قطعه بالرفائد ونسج العنكبوت والوبر فلم ينقطع فسأل الحكم ولده عيسى مَا الحيلة فأعلمه أن لا حيلة عنده قال عيسى فدعا أبي بفستقة مشقوقة فأمر بفتحها وطرح مَا فِيهَا ثُمَّ أخذ أحد نصفي القشرة فجعله عَلَى موضع الفصد ثُمَّ أخذ حاشية كتان غليظ فلف