قَالَ: إِنِّي غُلامٌ لابْنِ الْمُسَيِّبِ، فَخِفْتُ أَنْ أُقْتَلَ، فَقَالَ لَهُ: قَاتِلْ، فَإِنْ قُتِلْتَ فَقِيمَتُكَ عَلَيَّ بَالِغَةٌ مَا بَلَغْتَ، فَقَاتَلَ فَقُتِلَ.
فَقَدِمَ الْقُرَشِيُّ الْمَدِينَةَ، فَأَرْسَلَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ، ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ: قَدِمْتُ وَكَانَ الْحَقُّ لِي وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَلَمْ تَأْتِنِي، وَأَرْسَلْتُ إِلَيْكَ فَلَمْ تَأْتِنِي.
فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: لَمْ يَكُنْ لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ فَآتِيَكَ، فَإِنْ كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ فَأْتِ أَنْتَ.
قَالَ الْقُرَشِيُّ: فَإِنَّ لِي حَاجَةً، غُلامٌ كَانَ لَكَ ضَمِنْتُ لَهُ أَنْ أُرْضِيَكَ مِنْ ثَمَنِهِ، فَتَمَنَّ عَلَيَّ مَا شِئْتَ، فَإِنَّهُ قَدْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ سَعِيدٌ: لا وَاللَّهِ، لا آخُذُ لَهُ ثَمَنًا، أَجْرُهُ لِي وَهُوَ فِي النَّارِ.
38 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ الْوَرَّاقُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الصَّفَّارِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مِهْرَانَ الرَّازِيِّ خَادِمِ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: كَانَ لِسُفْيَانَ وَلِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ بِضَاعَةٌ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ قَدْ حَجَّ أَرْبَعِينَ، بَيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، قَالَ: فَاجْتَمَعَ الزَّمْنِيُّ عَلَى بَابِ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ يَسْأَلُونَهُ الدُّخُولَ عَلَى