وصعب على التجار خروج ناصر الدولة عن بغداد، ووافى سيف الدولة إلى المداين، ثم صار إلى بغداد فنزل في الجانب عند باب قطربل ووده إليه المتقي لله بثياب وطيب ودراهم لنفقته.
وطالب الوزير ابن مقلة بأن يحمل إليه مالاً فكان يجمع ما قدر عليه فلما اجتمع حمله إليه ليعطي أصحابه واستوحش السلطان منه ثم رحل إلى القفس ولحق به إبراهيم بن أحمد الخراساني في نفر من أصحاب أخيه ببغداد.
وورد الخبر عليه بأن أخاه ناصر الدولة وصل إلى الموصل سالماً فلحق به لا يلوي على شيء، فقيل إن جملة ما صار إليه من المال أربعمائة ألف درهم.
ودخل الأمير يومئذ توزون بغداد في يوم الخميس لست بقين من شهر رمضان، وتلقاه أهل الدولة فدخل إلى الخليفة فسلم عليه ونزل الدار المعروفة بمؤنس وتأذى الناس بنزول الأتراك عليهم.
ثم كان يوم الأربعاء فقبض توزون على كاتبه سعيد بن داود المسيحي وعلى أخيه فهد وابن خالته، فطالبهم بالأموال بضرب مبرح، وكان الترجمان حمله على ذلك واستكتب محمد بن القاسم.
وخلع السلطان في يوم الاثنين لست خلون من شوال على الأمير توزون وصيره أمير الأمراء وأمر بتكنبته.
وحرص توزون بالمتقي لله أن يتركه يصالح البريديين على مال يحملونه ويفرغه لابن حمدان فأبى عليه، وكان البريديون قد صاروا