ووجه ناصر الدولة بأحمد بن علي الكوفي إلى واسط. ومعه من الاستحقاق أربعمائة ألف دينار فوجد الأتراك قد شغبوا، فرجع والمال معه، حتى عاد إلى ناصر الدولة، فدخل به بغداد أول يوم من شهر رمضان.
وصرف أبو إسحاق القراريطي إلى منزله في آخر شعبان بعد أدائه أكثر ما فورق عليه.
وضرب لناصر الدولة مضرب بباب الشماسية، واصطنع عيسى جال الديلمي فزاد في رزقه ألف دينار ووصله بألفي دينار. وزاد الفارس من أصحابه عشرة دنانير في رزقه، وزاد الراجل ديناراً.
وعزم ناصر الدولة على الرحيل إلى الموصل فوجه إليه الخليفة أن يتوقف عليه ليصاعد معه، فكره ذلك وركب إليه الخليفة في يوم الخميس، فنزل إليه ناصر الدولة إلى دجلة حتى تلقاه وصعد معه إلى داره وقال له تتوقف يوماً على أو يومين فكأنه علق القول وانصرف.
وأصبح الناس في يوم الجمعة لأيام خلت من شهر رمضان، وقد صاعد ناصر الدولة وقطع الجسر، وسار من الجانب الغربي، وتبعه جميع من كان في الجانب الغربي من أصحابه، ونفر ممن كان من أصحابه في الجانب الشرقي، فمضى بعضهم إلى سر من رأى، ورجع الترجمان وجماعة من الأتراك مع أخي ابن إسماعيل بن أحمد إلى الدار، وأرجف الناس أن الخليفة راسل الترجمان في القبض على ناصر الدولة والمجيء به الدار، فأمكنه غير مرة فلم يمكنه لأنه جاهل جبان.