وتواترت الأخبار باضطراب الأتراك على سيف الدولة وترك بعضهم الركوب إليه على فرط إحسانه إليهم. وإعطائه إياهم جميع ما يملكه من مال ودواب وثياب. ولم يناصح الأتراك في حرب البريديين، ولا أعانوا الديلمي عليهم حين جاء إلى فرات البصرة فأقام حيال نهر معقل.

وضج الحشم إلى ناصر الدولة القبض على أبي إسحاق القراريطي، وأعلموه أنه لن يطلق لهم شيئاً، فقال قد أطلقت لكم ثلث رزق، وأحضر أبا إسحاق واشتد عليه في القول، فأحضره أبو إسحاق رقاعاً بخط المتقي لله بأنه قبض المال منه وأعطى من أراد اليسير منه واستبد بالباقي. فقال ناصر الدولة كيف اصنع أنا، أطلق مثل هذه الأموال الجليلة تحمل على نفسي، ومالي وظلم الناس، وهذا يهجنه ويقبح فعلي، ويغري بي حشمه وجنده.

ووافق هذا ورود كتاب أخيه عليه بأن البريديين دخلوا الجامدة وأن الأتراك نهبوا جميع ما كان له من ذخيرة وسلاح ودواب، وما كان ذخره منذ أيام أبيه، وأنهم طلبوه فهرب في نحو مائتين من أصحابه إلى أن تلاحقوا به وأفلت، فغضب من ذلك وأمر من وقته فصوعد بالسفن التي فيها خزائنه. وقال لا أقمت ببغداد، فضج الناس من ذلك واجتمعوا إليه وسألوه ألا يباعد إلى الموصل فيضيع البلد فضمن لهم ألا يصاعد، وقال لحقتني ضجرة.

وكان وجه في شعبان فطلب من الخليفة مالاً، وقال إنه يأخذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015