ان ليس مثله بتّة مثل معنّقة [1] بيت المقدس ونيدة [2] مصر وليمو [3] البصرة وهذه أشياء لا يرى مثلها وان كانت أجناسا، فان قلنا غاية فإنها تعنى [4] في الجودة من الأجناس مثل اجّاس [5] العمرىّ بشيراز وتين الدمشقيّ بالرملة ومشمش العصلونىّ والريباس بنيسابور، فان قلنا جيّد فقد يكون أجود منه............ [6] الطائفيّ ونيل أريحا خير منه الزّبيدىّ وخوخ مكّة اسرى منه الدارقىّ، وربّما اجملنا القول وتحته شرح مثل قولنا في الأهواز ليس لجامعها حرمة وذلك انه ابدا مملوّ بخلق من الشطّار والسوقة والجهّال يتّعدون اليه ويجتمعون فيه ثم لا يخلو من قوم جلوس والناس في الفريضة وهو بيت الشّحاذين ومركز للفاسقين، وكقولنا ولا أعز من أهل بيت المقدس لأنك لا ترى بها بخسا ولا تطفيفا ولا شربا ظاهرا ولا سكران ولا بها دور فسق سرّا ولا اعلانا مع تعبّد وإخلاص ولقد بلغهم ان الأمير يشرب فتسوّروا عليه داره وفرّقوا أهل مجلسه، ومثل قولنا في شيراز لا مقدار لأهل الطيالسة بها وذلك انه لباس الشريف والوضيع والعالم والجاهل وكم قد رأيت بها من سكارى قد بعثروا بطيالسهم وسحبوها وكنت إذا استأذنت على الوزير وانا مطيلس حجبت الّا إذا عرفت وإذا أتيت بدرّاعة أذن لي، وربّما ذكّرنا وانّثنا في ذكر بلدة واحدة فالتذكير مصروف الى مصر والتأنيث الى قصبة ومدينة مع ان أهل الأدب قد أجازوا ذلك فيما ليس له روح، والبلد يعمّ المصر والقصبة والرستاق والكورة والناحية وإذا وصفنا قصبة في كورتها ذكرناها باسمها مثل الفسطاط ونموجكث [7] واليهوديّة وان ذكرناها في موضع اخر ذكرناها باسمها المعروف عند الناس فقلنا مصر [8] بخارا أصبهان، وكلّما قلنا المشرق فهي دولة آل سامان فان قلنا الشرق أردنا أيضا فارس [9] وكرمان والسند فان قلنا المغرب فهو الإقليم فان قلنا الغرب تبع ذلك مصر والشام وقد اودعناه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015