موضع الحطيم واخرج ابن الزبير وصلبه [1] وردّ الحائط كما كان في القديم [2] وأخذ بقيّة الأحجار فسدّ منها الباب الغربىّ ورصف بقيّتها في البيت كيلا تضيع [3] ، وسمعت بعض مشايخ القيروان يقول حجّ المنصور فرأى صغر المسجد الحرام وشعثه وقلّة معرفتهم بحرمته وراى الاعرابىّ يطوف بالبيت على بعيره وبجاويّه [4] فساءه ذلك وعزم على شراء [5] ما حوله من الدور وزيادتها فيه 5 وتفخيمه [6] وتجصيصه فجمع أصحابها [7] ورغّبهم في الأموال الجمّة فتابّوا عن بيعها وصنّوا [8] بجوار بيت الله الحرام فاهتمّ [9] لذلك ولم يجز [10] ان يغصبها عليهم ولم [11] يظهر للناس ثلاثة أيّام وتحدّث الناس بذلك وابو حنيفة في تلك السنة حاجّ ليس له بعد ذكر [12] ولا ظهر الناس على فقهه [13] وصائب رايه قال فقصد خيامه وكانت بالأبطح فسأل عن أمير المؤمنين وما الّذي غيّب شخصه 10 فذكرت القصّة [14] فقال هذا باب [15] هيّن لو قد لقيته عرضته عليه فأنهى ذلك اليه فامر بإحضاره فلمّا سأله عن ذلك قال ابو حنيفة [16] يحضرهم أمير المؤمنين فيسألهم أهذه الكعبة نزلت [17] عليكم أم أنتم نزلتم عليها فان قالوا نزلت علينا كذّبوا لان [18] منها دحيت الأرض وان قالوا نحن نزلنا عليها فجوابهم انه [19] قد كثر زوّارها وضاقت ساحتها فهي احقّ بفنائها ففرّغوه لها [20] فلمّا 15 جمعهم وسألهم قال سفيرهم وكان رجلا هاشميّا نحن نزلنا عليها قال ردّوا فناءها فقد كثر زوّارها واحتاجت [21] اليه فبهتوا ورضوا بالبيع [22] ، وهذه الحكاية تقوّى احدى الروايتين عن ابى حنيفة في كراهية بيع دور مكّة وأخذ أجورها؟ الّا على تاويل [23]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015