مدينة منى [1] على فرسخ من مكّة وهي من الحرم طولها ميلان [2] تعمر أيّام الموسم وتخلوا بقيّة السنة الّا ممّن [3] يحفظها وكان ابو الحسن الكرخيّ يحتجّ لأبي حنيفة في جواز الجمعة بها انها [4] ومكّة كمصر واحد فلمّا حجّ ابو بكر الجصّاص وراى بعد ما بينهما استضعف هذه العلّة وقال انها [5] مصر 5 من أمصار المسلمين تعمر وقتا وتخلو وقتا وخلوّها لا يخرجها من [6] حدّ الأمصار وعلى هذه العلّة يعتمد القاضي ابو الحسين [7] القزوينيّ وسألني يوما كم يسكنها وسط السنة من [8] الناس قلت عشرون ثلاثون [9] رجلا وقلّ مضرب [10] الّا وفيه امرأة تحفظه قال صدق ابو بكر وأصاب فيما [11] علّمك فلمّا لقيت الفقيه ابا حامد البغولنيّ [12] بنيسابور حكيت له ذلك فقال العلّة ما نصّ بها [13] 10 ابو الحسن الا ترى الى قول الله عزّ اسمه [14] ثمّ محلّها إلى البيت العتيق وقال [15] هديا بالغ الكعبة وانّما يقع النحر بمنى، وقلّ [16] بلد مذكور في الإسلام الا ولأهله به [17] مضرب وعلى رأسها من نحو مكّة عقبة [18] ترمى عليها الجمرة يوم النحر والثالث [19] من الأيّام الأخر والاولى بقرب مسجد الخيف والوسطى بينهما ومنى شعبان فيهما ازقّته [20] والمسجد في الشارع 15 الأيمن ومسجد الكبش بقرب العقبة بها [21] آبار ومصانع وقياسير [22] وحوانيت حسنة البناء بالحجر وخشب الساج [23] وهي بين جبلين يطلّان عليها والمزدلفة على فرسخ من منى بها مصلّى وسقاية ومنارة وبرك عدّة [24] الى جبل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015