ومسلّة الى قوم ثمّ يتوارثونها [1] فحملها أحدهم الى ذلك النبت فقلعه على اسم صاحب العلّة بريء ولو كان بالشاش ويستنفع [2] الرجل بالدرهم وكان يقال عجائب الدنيا ثلاث منارة الاسكندريّة وقنطرة سنجة وكنيسة الرّها فلمّا بنى المسجد الأقصى جعل بدل الكنيسة [3] فلمّا هدمته الزلزلة جعل موضعه [4] جامع دمشق وهذه القنطرة على خمسة فراسخ من جبل الجودىّ [5] كبيرة شاهقة متّصلة بالجبل على حجر مخوّج [6] مركّبة إذا زاد عليها الماء اهتزّت [7] ويجب ان نذكر [8] أسباب القسطنطينيّة لان للمسلمين بها دارا يجتمعون فيها ويظهرون الإسلام بها وقد كثر الاختلاف والكذب [9] فيها وامر البلد ومساحته وبنيانه فرأيت ان اصوّر ذلك للعيون وأوضحه للقلوب [10] واذكر الطرق اليها لحاجة المسلمين الى ذلك وقصدهم في شراء الأسارى [11] والرسالات والغزو والتجارات، اعلم ان مسلمة بن عبد الملك لمّا غزا [12] بلد الروم ودخل هذا المصر شرط على كلب الروم بناء دار بإزاء قصره في الميدان ينزلها الوجوه والاشراف إذا أسروا ليكونوا تحت كنفه وتعاهده [13] فأجابه الى ذلك وبنى دار البلاط والبلاط [14] خلف الميدان يصنع به [15] الديباج الملكىّ، فالقسطنطينيّة تكون في العظم مثل البصرة أو أصغر بناؤهم حجر وهي محصّنة كسائر البلدان منيعة بحصن [16] واحد لا غير، والبحر من جانب على حافته الميدان ودار البلاط ودار الملك على صفّ والميدان بين الدارين أبوابها متقابلة [17] في وسط الميدان دكّة