بدرج ولا يسكن دار البلاط من المسلمين الّا وجيه في اجراء وتعاهد وتنزّه [1] ، وسائر الأسارى من عامّة المسلمين [2] يستعبدون ويستعملون في الصنائع فالحازم الّذي إذا [3] سئل عن صنعته لم يقرّ بها وربّما اتّجر [4] الأسارى بينهم وانتفعوا [5] ولا يكرهون أحدا على اكل لحم الخنزير ولا يثقبون انفا ولا يشقّون لسانا، ومن دار الكلب الى دار البلاط حبل ممدود [6] فيه صورة فرس من نحاس ولهم أوقات يجتمعون فيها للّعب واسم الملك [7] وينطوا واسم الوزير براسيانا فإذا أرادوا ان يتفاءلوا [8] في لعبهم صاروا حزبين [9] وأرسلوا الخيل حول الدكّة فان سبقت خيل حزب الكلب قالوا ستكون الغلبة للروم فصاحوا وينطوا وينطوا وان غلبت خيل حزب الوزير قالوا [10] ستكون الغلبة [5] للمسلمين فصاحوا براسيانا براسيانا [11] وذهبوا الى المسلمين فيخلعون عليهم ويصلونهم [12] لكون الغلبة لهم، وللبلد أسواق حسنة والأسعار به [13] رخيصة والفواكه كثيرة وبمدن التبن مسلمون [14] وكذلك بمعدن النحاس وبأطرابزند أيضا مسلمون واقصد الطرق الى القسطنطينيّة من هذا الإقليم لأجل ذاك وصفناها فيه وكان ثغر هذا الإقليم ملطية وبلدانها وقد خرّبها العدوّ [15] واما المسافات فتأخذ من الموصل الى مرجهينة أو الى بلد أو الى المحلبيّة أو الى مزارعى [16] مرحلة مرحلة ثم من مرجهينة [17] الى الحديثة مرحلة ثم الى