ثم قال: ولو عرف نفسه حق لمعرفة لعلم أنما هو مملوك ممتحن في صورة مَلِك متصرّف.
ثم ذكر من لم تؤثّر فيهم ملكية المال لشهودهم لفقرهم وشهودهم ملكية الرب لهم ولأموالهم وأعمالهم وهم الأنبياء.
ثم ذكر أن من لم يُعافَ من رؤية المِلْكَة ادّعت نفسه ذلك وتعلقت به النفس تعلقها بالشيء المحبوب المعشوق فهو أكبر همه ومبلغ علمه، إن أُعطي رضي وإن مُنع سخط فهو عبد الدينار والدرهم.
يصبح مهموماً ويمسي كذلك، يبيت مضاجعاً له تفرح نفسه إذا ازداد وتحزن وتأسف إذا فات منه شيء، بل يكاد يتلف إذا توهّمت نفسه الفقر، وقد يُؤثر الموت على الفقر.
والأول مستغن بمولاه المالك الحق الذي بيده خزائن السموات والأرض، وإذا أصاب المال الذي في يده نائبة رأى أن المالك الحق هو الذي أصاب مال نفسه فما للعبد وما لِلْجزع والهلع وإنما تصرف مالك المال في مُلْكه الذي هو وديعة في يد مملوكه فله الحكم في ماله إن شاء أبقاه وإن شاء ذهب به وأفناه.