الروح المضافة إلى الرب عز وجل روح مخلوقة، وإنما أضافها إلى نفسه إضافة تخصيص وتشريف مثل بيت الله ناقة الله مع أن البيوت والنوق كلها لله، كذلك الأرواح كلها مخلوقة لله وهي ملكه سواء عيسى عليه السلام أو غيره.
فالروح الذي نفخ في مريم هو الروح المضاف إلى الله الذي اختصه لنفسه وأضافه إليه، وهو روح خاص من بين سائر الأرواح وليس بالملَك الموكّل بالنفخ في بطون الحوامل من المؤمنين والكفار، فإن الله سبحانه وكّل بالرحم ملكا ينفخ الروح في الجنين فيكتب رزق المولود وأجله وعمله وشقاوته وسعادته.
وأما هذا الروح المرسَل إلى مريم فهو روح الله الذي اصطفاه من الأرواح لنفسه، فكان بمنزلة الأب لسائر النوع، فإن نفخته لما دخلت في فرجها كان ذلك بمنزلة لِقاح الذكر للأنثى من غير أن يكون هناك وطء.