يوضّح ما تقدم أنه ثبت بالحديث الصحيح أن خلق ابن آدم يُجمع في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يُرسل إليه الملَك فينفخ فيه الروح.
فالملَك وحده يرسل إليه فينفخ فيه، فإذا نفخ فيه كان ذلك سبب حدوث الروح فيه.
ولم يقل يرسل الملَك إليه بالروح فيُدخلها في بدنه، وإنما أرسل إليه الملَك فأحدث فيه الروح بنفخته فيه، لا أن الله سبحانه أرسل إليه الروح التي كانت موجودة قبل ذلك بالزمان الطويل مع الملَك.
فَفَرْق بين أن يُرسل إليه ملَك ينفخ فيها الروح وبين أن يُرسل إليه روح مخلوقة قائمة بنفسها مع الملَك، وتأمل ما دل عليه النص من هذين المعنيين وبالله التوفيق.