يظن الغالطون أن الملَك يُرسَل إلى الجنين، بروح قديمة أزلية ينفخها فيه كما يرسل الرسول بثوب إلى الإنسان يُلْبِسه إياه، وهذا ضلال وخطأ، وإنما يرسل الله سبحانه إليه الملَك فينفخ فيه نفخة تحدث له الروح بواسطة تلك النفخة.
فتكون النفخة هي سبب حصول الروح وحدوثها له كما كان الوطء والإنزال سبب تكوين جسمه، والغذاء سبب نموه.
فمادة الروح من نفخة الملَك، ومادة الجسم من صبّ الماء في الرحم، فهذه مادة سماوية وهذه مادة أرضية.
فمن الناس من تغلب عليه المادة السماوية فتصير روحه علوية شريفة تناسب الملائكة.
ومنهم من تغلب عليه المادة الأرضية فتصير روحه سفلية ترابية مهينة تناسب الأرواح السفلية.
فالملَك أب لروحه، والتراب أب لبدنه وجسمه.