وإليك هذا المثل الذي يوضح كلام ابن القيم السابق: بينما المسيح عليه السلام في رهط من الحواريين بين نهر جار وحيّة منتنة إذ أقبل طائر حسن اللون يتلون كأنما هو الذهب فوقع قريباً فانتفض فسلخ عنه مسكه فإذا هو أقبح شيء منظراً، أُقَيْرع أُحَيْمر كأقبح ما يكون، فأتى بِرْكة فتلوّث في حمأتها فخرج أسوداً قبيحاً.
فاستقبل جرية الماء فاغتسل ثم عاد إلى مسلاخه فلبسه، فعاد إليه حسنه وجماله حين رجع إلى مسكه فتدرّعه كما كان أول مرة.
فكذلك عامل الخطيئة حين يخرج من دينه ويكون في الخطايا وكذلك مثل التوبة كمثل اغتساله من النِّتْن في النهر ثم راجع دينه حتى تدرّع مسكه.
فقال عيسى عليه السلام: إن هذا بُعث لكم آية، إن مثل هذا كمثل المؤمن إذا تلوّث في الذنوب والخطايا نُزع منه حسنه وجماله وإذا تاب إلى الله عاد إليه حسنه وجماله، وقد كتبت ما يوضح هذا في نسخة (دش ودين كيف يجتمعان؟!) والمراد هنا تأثير المعاصي والطاعات على العبد باطناً وظاهراً لا أن ذلك مخصوص فقط بالثواب والعقاب الأخروي.