قال ابن القيم: إذا تمكن العبد من عبوديته لربه عز وجل ارتفعت همّته وعلت نفسه عن خطفات المدح والذم، فلا يفرح بمدح الناس ولا يحزن لذمّهم.
هذا وصف من خرج عن حظ نفسه وتأهّل للفناء في عبودية ربه، وصار قلبه مَطْرحاً لأشعة أنوار الأسماء والصفات، وباشر حلاوة الإيمان واليقين قلبه.
والوقوف عند مدح الناس وذمّهم علامة انقطاع القلب وخُلُوِّه من الله، وأنه لم تباشره روح محبته ومعرفته، ولم يذق حلاوة التعلق به والطمأنينة إليه.
لا يجتمع (الإخلاص) في القلب و (محبة المدح والثناء) و (الطمع فيما عند الناس) إلا كما يجتمع الماء والنار، والضب والحوت.