قال بعض العارفين: كن صاحب الإستقامة لا طالب الكرامة فإن نفسك متحركة في طلب الكرامة وربك يطالبك بالإستقامة. إنتهى.
والموصل للإستقامة شيئان ذكرهما شيخ الإسلام، وهما:
أحدهما: حراسة الخواطر وحفظها من الأفكار والإرادات الضارة حياء من الله وإجلالاً له وخوفاً من سقوطه من عينه وحذراً من تولّد الخواطر بالشرور.
والثاني: إشغال القلب بخواطر الإيمان التي هي أصل الخير ومادته من المحبة والإنابة والتوكل ومحبة الخير للمسلمين ونحوها.
ومن أبلغ ما تحصل به الإستقامة صدق التأهّب للقاء الله ... إنتهى.
ومن أعظم ما يعين بإذن الله على حراسة الخواطر وحفظها من الأفكار والإرادات الضارة غض البصر عن الصور الفاتنة ففي ذلك من النفع ما لا يُقدّر كما أن في إطلاق النظر من الضرر ما لا يُقدّر فالحذر الحذر من مكامن الخطر.