الروح جسم مخالف بالماهيّة لهذا الجسم المحسوس، وهو جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك. ينفذ في جوهر الأعضاء ويسري فيها سريان الماء في الورد وسريان الدهن في الزيتون والنار في الفحم.
فما دامت هذه الأعضاء صالحة لقبول الآثار الفائضة عليها من هذا الجسم اللطيف بقي ذلك الجسم اللطيف مشابكاً لهذه الأعضاء وأفادها هذه الآثار من الحِسّ والحركة الإرادية.
وإذا فسدت هذه الأعضاء بسبب استيلاء الأخلاط الغليظة عليها وخرجت عن قبول تلك الآثار فارق الروح البدن، وانفصل إلى عالم الأرواح.
وأنت تجد الإنسان في غاية الثقالة وبدنه نحيل جداً، وتجده في غاية الخفّة وبدنه ثقيل لأن للروح خفّة وثقل وحرارة وبرودة ويُبْس ولين بحسبها، وبعض النفوس ليّنة وادِعَة وبعضها يابسة قاسية.