وليس هذا مرتباً على مجرد قول اللسان، فإن الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب، فتكون صورة العملين واحدة وبينهما في التفاضل كما بين السماء والأرض، والرجلان يكون مقامهما في الصف واحداً وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض.
وتأمل حديث البطاقة التي توضع في كفّة ويقابلها تسعة وتسعون سجلاً كل سجل منها مدّ البصر فتثقل البطاقة وتطيش السجلات فلا يُعذب.
وإذا أردت زيادة الإيضاح لهذا المعنى فانظر إلى ذِكر مَن قلبه ملآن بمحبتك وذكر من هو معرض عنك ساه مشغول بغيرك قد انجذبت دواعي قلبه إلى محبة غيرك وإيثاره عليك، هل يكون ذكرهما واحداً؟
أم هل يكون ولداك اللذان هما بهذه المثابة أو عَبْداك أو زوجتاك عندك سواء؟.
فهكذا الأعمال والعُمال عند الله والغافل في غفلة عن هذا إنتهى.