حُرست بالنجوم من كل سارق لحسناته، فلا ينال منها السارق إلا على غِرّة وغفلة لا بد منها للبشر، فإذا استيقظ وعلم ما سُرق منه استنقذه من سارقه أو حصّل أضعافه بكسبه، فهو هكذا أبداً مع لصوص الجن والإنس ليس كمن فتح خزنته وولّى الباب ظهره.
ولا بد في قول (لا إله إلا الله) من قول القلب وقول اللسان وقول القلب يتضمن من معرفتها والتصديق بها، ومعرفة حقيقة ما تضمنته من النفي والإثبات، ومعرفة حقيقة الإلهية المنفيّة عن غير الله المختصة به التي يستحيل ثبوتها لغيره، وقيام هذا المعنى بالقلب علماً ومعرفة ويقيناً وحالاً ما يوجب تحريم قائلها على النار، فقد ورد في الحديث الصحيح (إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله) وحديث (لا يدخل النار من قال: لا إله إلا الله) ونحو ذلك من الأحاديث التي لم يجعل الشارع صلوات الله وسلامه عليه ذلك حاصلاً بمجرد قول اللسان فقط فإن المنافقين يقولونها بألسنتهم وهم تحت الجاحدين لها في الدرك الأسفل من النار، فكل قول رتّب الشارع ما رتّب عليه من الثواب فإنما هو القول التام كقوله صلى الله عليه وسلم: (من قال في يوم: سبحان الله وبحمده مائة مرة حُطّت عنه خطاياه أو غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زَبَدِ البحر).