فينبغي تأمُّل هذا والتفطن له؛ ففي وقتنا كثُر إيراد أحاديث الفضائل، كـ (من قال كذا فله كذا) (ومن عمل كذا فله كذا) وقلّ من تنفذ بصيرته إلى الحقائق؛ فأعِدِ النظر في قوله رحمه الله: (فكل قول رتّب الشارع ما رتّب عليه من الثواب فإنما هو القول التام).
ثم أعِد النظر في شرحه وبيانه للقول التام وخلافه.
وهذا لا يعني عدم العمل بهذه الفضائل، بل من البديهي المعلوم أن من يقولها باللسان دون مُواطأة القلب أفضل ممن لا يقولها، ولكن المقصود هنا التنبيه بالجملة على أن ما رُتب عليها من الثواب فإنما هو القول التام كما هو موضَّحٌ شأنه.