بينه وبين الله فيها كما أخبر تعالى عن أهلها أنهم يقولون في النار لآلهتهم: (تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ، إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) وهذه التسوية لم تكن منهم في الأفعال والصفات بحيث اعتقدوا أنها مساوية لله سبحانه في أفعاله وصفاته، وإنما كانت تسوية منهم بين الله وبينها في المحبة والعبودية مع إقرارهم بالفرق بين الله وبينها.
فتصحيح هذه [يعني المحبة] هو تصحيح شهادة أن لا إله إلا الله.
فحقيق لمن نصح نفسه وأحب سعادتها ونجاتها أن يتيقّظ لهذه المسألة علماً وعملاً وحالاً، وتكون هي أهم الأشياء عنده وأجلّ علومه وأعماله.
فإن الشأن كله فيها والمدار عليها والسؤال يوم القيامة عنها قال تعالى: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ، عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) قال غير واحد من السلف: هو عن قول لا إله إلا الله.
والمحبة هي الغاية التي شمّر إليها السالكون، وأمّها القاصدون ولحظ إليها العاملون وهذا مشهد العبودية لله والشوق إلى لقائه والابتهاج به والفرح والسرور به، فنقرّ به عينه ويسكن إليه قلبه