وهل يقال: إن السموم تضر بعض الأجسام دون بعض! كذلك الذنوب والمعاصي والإعراض عن الآخرة والإقبال بالقلب والقالب على الدنيا هي سموم القلوب والأرواح، وليس لذلك كله دواء شاف إلا التوبة النصوح بالرجوع إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الدّال على الإله الذي بقربه نزول كل وحشة، ويذهب كل هم، ويحل النعيم والسرور.
ونرجع الآن إلى الكلام على المحبة وتقرير أنها أصل الدين.
قال ابن القيم رحمه الله: والمقصود من الخلق والأمر إنما هو هذه المحبة، وهي أول دعوة الرسل، وآخر كلام العبد المؤمن الذي إذا مات عليه دل الجنة اعترافه وإقراره بهذه المحبة وإفراد الرب بها. انتهى.
يريد رحمه الله بآخر كلام العبد المؤمن كلمة (لا إله إلا الله) لأن هذه الكلمة العظئمة من قالها صادقاً عالماً بما تعنيه انجذبت روحه إلى ربه بالمحبة والتعظيم والإجلال.
قال شيخ الإسلام رحمه الله في معنى كلمة (لا إله إلا الله) التي هي كلمة التوحيد، قال: فإن حقية التوحيد انجذاب الروح إلى الله تعالى جملة فمن شهد أن لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة لأن