يظن كثير من الناس أن محبة الله مقام من مقامات العبودية لا أنها أصل لها وقد يؤدي الأركان والواجبات لكنه لا يعتني بشأن المحبة ولا يتفقدها في قلبه ولا يبالي بتوجّهها للأغيار سواء كانت أموالاً أو رئاسة أو صوراً، ويظن أنه ما دام يؤدي شعائر الإسلام الظاهرة لم يبق عليه من شيء، وهذا من الجهل بحقيقة العبودية التي أصلها ولبّها المحبة وهي أعظم معاني التألّه.
ولقد كثر الكلام في وقتنا عن أمم الكفر وما يعانونه مما يسمى (بالخواء الروحي) ويعلّلون ذلك بطغيان الماديات حتى سرى هذا الوباء على غيرهم ممن ينتسب إلى الإسلام انتساباً دون تحقيق، وما زلنا نسمع بين حين وآر عما يعانيه كثيرون حتى من أرباب الأموال والرئاسات من الأمراض النفسية والهموم المتواترة والهواجس والتوقعات المخيفة ونحو ذلك مما يكدّر صفاء عيشهم وينغّص حياتهم.