لكن من غير شعور بالمقصود والغاية، فكأن هذا يتعبد العبادة نفسها أو أن شعوره وإحساسه وإرادته لم تُفْض إلى ما وراء المخلوقات التي يُلْتّذ ويُتنعّم بها في الدنيا والآخرة.
إن علو الإله سبحانه بل ووجوده لا يثبت مع هذه النظريات لأن مبناها على التعطيل.
قال ذو النون المصري لما سُئل: لماذا خلق الله العرش؟ قال: لئلا تتوه قلوب العارفين. إنتهى.
ألا فقد تاهت قلوب مقلّدة المعطلة عن المعبود الحق.
قال ابن القيم رحمه الله: فمن شهد مشهد علو الله على خلقه وفوقيته لعباده واستوائه على عرشه كما أخبر به أعرف الخلق وأعلمهم به الصادق المصدوق وتعبّد بمقتضى هذه الصفة بحيث يصير لقلبه صمد يعرج القلب إليه مناجياً له مطرقاً واقفاً بين يديه وقوف العبد الذليل بين يدي الملك العزيز فيُشعر بأن كَلِمَهُ وعمله صاعد إليه معروض عليه مع أوفى خاصته وأوليائه فيستحي أن يصعد إليه من كلمه ما يزيه ويفضحه هناك.
ويشهد نزول الأمر والمراسيم الإلهية إلى أقطار العوالم كل وقت بأنواع التدبير والتصرف من الإماتة والإحياء، والتولية والعزل