يشاهدونه من بُعْد، وهو يدعوهم إلى نفسه وإلى بلاده، فهم عاملون على هذا الشاهد الذي قام بقلوبهم.
وعمل كل أحد منهم على قدر شاهده، فمن شاهد المقصود بالعمل في علمه كان ناصحاً فيه وإخلاصه وتحسينه، وبذل الجهد فيه أتم ممن لم يشاهده ولم يلاحظه، ولم يجد مسّ التعب والنصب ما يجده الغائب، والوجود شاهد بذلك، فمن عمل عملاً لملك بحضرته وهو يُشاهده ليس كحال من عمل في غيبته وبُعْده عنه وهو غير متيقن وصوله إليه. انتهى.
أنظر قوله عن الطوائف الثلاث وهي: الثانية والثالثة والرابعة أن هممهم مصروفة إلى السير من غير التفات إلى المقصود الأعظم والغاية العلياء.
وقوله عن الطائفة الخامسة أن همتهم متعلقة بالغاية وأنهم في سيرهم ناظرون إلى المقصود بالمسير فكأنهم يشاهدونه من بُعْد كمن يعمل بحضرة الملك.
والمراد أنه لا بد للقلب من توجّه وأمم هو قبلته التي يصمد إليها بخلاف القلب المضيّع المشتت بضلالات نظريات الدوران وأن أصل الإنسان من الحيوان، وبخلاف أيضاً من بذل جهده وجدّ في السير