طول عمر الإنسان، فإنها لو طالت زيادة على حدها أو قَصُرت لحصل التشويه .. إنه لا أحد ينازع في أن رموش العين جمال وزينة، ولذلك لو تصورت أجفاناً بلا رموش لاستقبحت الصورة، وبقي عدم وجود الرموش في الأجفان مُثْلة وتشويه خلقة، كذلك لو كانت الرموش مقصوصة، فالذي جعل رموش الأجفان جمالاً وزينة هو الذي جعل اللحية للرجل جمالاً وزينة ومنعها وجه المرأة جمالاً وزينة.
وليس الكلام هنا عن الوظائف الأخرى للرموش وغيرها، وإنما الكلام على الحسن والقبح وحكمة الخلاق العليم من جانب واحد في معنى الآيات السابقة التي ذكر الله فيها إحسان تصويره لمخلوقاته وإتقان صنعه.
ونأتي الآن إلى المثال الثالث، وهو/ الحواجب:
والكلام فيها على نسق الكلام في رموش الأجفان، وهو ظاهر إنه لو قيل لحالق لحيته: إحلق حواجبك ونعطيك ما شئت من المال الذي يغنيك لما فعل لعلمه أن ذلك تشويهاً لخلقه وتقبيحاً لصورته، ولو قيل له: حلقك لحيتك