وقت ما يُثقل الإنسان، وليس هذا للإنسان وحده بل ترى البهائم قد جلّلها الشعر كلها، وأُخليت هذه المواضع منه لهذه الحكمة.
أفلا ترى الصنعة الإلهية كيف سُلِبت وجوه الخطأ والمضرة وجاءت بكل صواب وكل منفعة وكل مصلحة!.
ولما اجتهد الطاعنون في الحكمة العائبون للخِلْقة فيما يطعنون به عابوا الشعور تحت الآباط وشعر العانة وشعر باطن الأنف وشعر "البيضتين"، وقالوا: أي حكمة فيها وأي فائدة؟!، وهذا من فرط جهلهم وسخافة عقولهم، فإن الحكمة لا يجب أن تكون بأسرها معلومة للبشر ولا أكثرها، بل لا نسبة لما علموه إلى ما جهلوه فيها، ولو قيست علوم الخلائق كلهم بوجوه حكمة الله تعالى في خلقه وأمره إلى ما خفي عنهم منها ما كانت كنقرة عصفور في البحر، وحسب الفطن اللبيب أن يستدل بما عرف منها على ما لم يعرف، ويعلم أن الحكمة فيما جهله منها مثلها فيما علمه بل أعظم