ومما يتصل بموضوعنا ما ذكره ابن القيم –رحمه الله- في كتابه النفيس (مفتاح دار السعادة) في كلامه في حكمة الخالق الحكيم سبحانه حيث قال: (ومن سلب الإحساس الحيواني الشعور والأظفار التي في الآدمي لأنها قد تطول وتمتد وتدعو الحاجة إلى أخذها وتخفيفها، فلو أعطاها الحس لآلمته وشق عليه أخذ ما شاء منها، ولو كانت تحس لوقع الإنسان منها في إحدى البليّتين: إما تركها حتى تطول وتفحش وتثقل عليه، وإما مُقاساة الألم والوجع عند أخذها.
ومن جعل باطن الكف غير قابل لإنبات الشعر لأنه لو أشعر لتعذر على الإنسان صحة اللمس، ولشق عليه كثير من الأعمال التي تباشر بالكف، ولهذه الحكمة لم يكن هِن الرجل قابلاً لإنباته لأنه يمنعه من الجماع؛ ولما كانت المادة تقتضي إنباته هناك نبت حول هنّ الرجل والمرأة، ولهذه الحكمة سُلِب عن الشفتين، وكذا باطن الفم، وكذا أيضاً القدم أخمصها وظاهرها لأنها تلاقي التراب والوسخ والطين والشوك، فلو كان هناك شعر لآذى الإنسان جداً، وحمل من الأرض كل