يمكن أحد يريد ركوب البحر أو يريد منه النزول إلى البر حتى يجيء إليه ويسلم فورا عليه, ويطلب منه الإعانة والمدد فيما أراده وقصد.
وأما أهل اللحية 1 فعندهم الزيلعي 2 من غير لبس واسمه عندهم الشمس, لأن قبره ليس عليه قبة بل مكشوف وكان إليه جميع النذر مصروفا وهم فيه أظلم وأجهل وأطغى وفي تعظيمه ودعوته أضل وأبغى, وأهل البادية منهم تؤثر حكاية عنهم وهي أنه كان رسولا في حاجة فأراد أن يدخل بلده والشمس متدلية للغروب, وكان دخول النهار له مقصودا ومطلوبا, فقال للشمس: قفي فوقفت وسمعت قوله وامتثلت وهكذا ذكر بعض الرجال والله أعلم بحقيقة الحال.
وقبر رابعة 3 عندهم مشهور لا يحلفون صدق اليمين إلا بها وغير ذلك من الأمور, وعندهم الطامة العظيمة والمعضلة الجسيمة وهي في أراضي نجران 4 وما يليها من البلدان وما حولها من الأعراب والبدوان, وهو الرئيس المعروف عندهم السيد المتقدم في رياستهم وسياستهم والمطلق فيهم والمقيد, فلقد أتوا