من تعظيمه وتوقيره وتقديمه في جميع الأمور وتصديره وقبح الغو فيه والاعتقاد ما أفضى بهم إلى طريقة الضلال والإلحاد, فصرفوا له من أنواع العبادة سهما, وجعلوا فيه للألوهية وسما حتى أن يجعلوه لله ندا وقسما, وكان عندهم بذلك الحال شهيرا فتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

وأما ما في حلب ودمشق وأقصى الشام وأدناه فهو مما يوقف له على حد, ولم يمكن ضبط أقصاه ولا يعرف قدره ومنتهاه ولو استفرغ الإنسان في ذلك قصاراه بحسب ما يحكيه من يشاهد ذلك أو يراه من العكوف على عبادة القبور وصرف القربان إليها والنذور والمجاهرة بالفسوق والفجور وأخذ الأمكاس 1 والدستور 2 ووضع الخراج على البغايا من تلك المهور.

وفي الموصل وبلدان الأكراد وما يليها من سائر البلاد وكذا في العراق خصوصا المشهد 3 وبغداد ما لا يحتاج إلى حصر وتعداد فيفعل عند قبر الإمام أبي حنيفة ومعروف الكرخي والشيخ عبد القادر ... من الدعاء والإستغاثة بهم, ومنهم في سائر الأوقات والأزمان ما لا يعرف له صفه ولا شان, وتسفح عندهم العبرات والدموع, ويحصل من التعظيم والتذلل عندهم والخضوع أعظم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015