قال الخطابي1 رحمه الله: " تحريم الهجرة بين المسلمين أكثر إنما هو فيما تكون بينمهما من قبل عتب موجدة, أو لتقصير يقع في حقوق العشرة ونحوها, دون ما كان من ذلك في حق الدين, فإن هجرة أهل الأهواء والبدعة دائمة على مر الأوقات والأزمان, وما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إلى الحق"2اهـ.

وقد جمع بعضهم أسماء من كان يزجر بالهجر من الصحابة والتابعين فمن بعدهم وذكر منهم: عثمان بن عفان, وسعد بن أبي وقاص, وعبد الرحمن بن عوف, وعائشة أم المؤمنين, وحفصة أم المؤمنين, وعمار بن ياسر رضي الله عنه, وسعيد ابن المسيب, وطاووسا ووهب بن منبه, والحسن البصري, وابن سيرين, وسفيان الثوري رحمهم الله, وخلقا إلى أن ختم بالنووي, فإنه كان يزجر بالهجر ويراه3.

وقد عزا الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تشديد السلف في معاداة أهل البدع والضلالة إلى أمرين:

"الأول: غلظ البدعة في الدين في نفسها, فهي عندهم أجل من الكبائر4, ويعاملون أهلها بأغلظ مما يعاملون به أهل الكبائر, كما تجد في قلوب الناس أن الرافضي عندهم ولو كان عالما عابدا أبغض وأشد ذنبا من السني المجاهر بالكبائر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015