مما تقدم تبين شرك المتأخرين وشرك الأولين فروقا أربعة:
الأول: أن الأولين لا يشركون في توحيد الربوبية.
الثاني: ولا يشركون في الشدة.
الثالث: ويريدون الشفاعة والقربة.
الرابع: يطلبون من الله سبحانه بواستطهم.
بينما مشركي زماننا فقد أشركوا في صفات الربوبية, وفي الشدة, وطلبوا من معبوداتهم المطالب مباشرة1.
كل هذا مما يعلم الله ورسوله وأهل التوحيد الخالص أنه وما شاكله عين الشرك والكفر وعين المحادة لله ورسوله..فأي رزء للإسلام أشد من الكفر؟ وأي بلاء لهذا الدين أضر عليه من عبادة غير الله؟ وأي مصيبة يصاب بها المسلمون تعدل هذه المصيبة؟ وأي منكر يجب إنكاره إن لم يكن إنكاره هذا الشرك البين واجبا؟ 2.
قال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} 3.
فدلت الآية الكريمة على العاقبة الوخيمة لمن أشرك مع الله غيره.
على ضوء ما سبق احتسب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب على عبد الله ابن سحيم لما لبس على العوام في مسألة تكفير دعاة الشرك فقال رحمه الله: