حيث أراد الإصلاح وفي ذلك يقول ابن حزم: " لا يجوز أن يدعو إلى الخير إلا من علمه ولا يمكن أن يأمر بالمعروف إلا من عرفه, ولا يقدر على إنكار المنكر إلا من ميزه"1 ا. هـ.
والعلم بحسب أهميته على درجات:
أولا: أهم ما على المحتسب تعلمه التوحيد الذي بتعلمه والعمل به وتعليمه تتحقق الغاية من خلق الإنسان المتضمن لها لقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} 2, فهو أول ما دعت إليه الرسل قاطبة وأمرت به أقوامها قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} 3.
وهو أهم ما بدأ به مجدد التوحيد الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب حيث ذكر رحمه الله أنَّ معنى قوله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} 4: "شدة الحاجة إلى تعلم التوحيد, فإذا كان الأنبياء يحتاجون إلى ذلك ويحرصون عليه فكيف بغيرهم؟ ففيها رد على الجهال الذين يعتقدون أنهم عرفوه فلا يحتاجون إلى تعلمه"5.
ولقد أكد على ذلك في بعض رسائله كرسالته التي أرسلها إلى من تصل إليه من أهل العلم الصابرين حيث قال رحمه الله: