كان فقهيا فيما يأمر به, فقيها فيما ينهى عنه, رفيقا فيما يأمر به, رفيقا فيما ينهى عنه, حليما فيما يأمربه حليما فيما ينهى عنه"1 اهـ.
ورفعه رحمه الله في موضع آخر قائلا: " كما جاء في الحديث: " ينبغي لمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر أن يكون فقيها فيما يأمر به, فقيها فيما ينهى عنه, رفيقا فيما يأمر به, رفيقا فيما ينهى عنه حليما فيما يأمر به حليما فيما ينهى عنه"2 فالفقه قبل الأمر ليعرف المعروف وينكر المنكر, والرفق عند الأمر ليسلك أقرب الطرق إلى تحصيل المقصود, والحلم بعد الأمر ليصبر على أذى المأمور المنهي, فإنه كثيرا ما يحصل له الأذى بذلك"3.
يتضح لنا مما سبق شدة تأثر شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بمن سبقه من العلماء خاصة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, حيث إن ما قرره من قواعد نظرية في صفات المحتسب ما هي إلا امتداد لما قعده أهل العلم من قبله.
واشتراط العلم في المحتسب أمر في غاية الأهمية, لأنه إن كان جاهلا بالأمر المحتسب فيه فقد يأمر بما ليس بمعروف, وينهى عما ليس بمنكر4 فيفسد من