وعلّة ذلك- والله أعلم- أنه لما وقع مع الفرنسيين هذا الصلح 1 وأسقط السلطان عن الأجناس ما كانت تؤديه كثر تجارهم بمراسي المغرب، وازدادت مخالطهم وممازجتهم لأهله، وكثرت تجارتهم في السلع التي كانوا ممنوعين منها وانفتح لهم باب كان مسدوداً عليهم من قبل، فظهر أثر ذلك في السكة وفي السلع) 2.
وهكذا يشرح صاحب الاستقصا الخطر الذي خيّم على الاقتصاد المغربي في هذا العهد، ويجعل ذلك نتيجة لانفتاح أبواب المغرب اثر وقعة ايسلي 3.
فترت الحركة العلميّة في المغرب بعد وفاة "المنصور الذهبي" 4 فتوراً كبيراً، وخرج كثير من العلماء فارّين بدينهم إلى البوادي عندما أراد السلطان المأمون بن المنصور 5 أن يوافقوه على احتلال العدوّ لمدينة العرائش 6 فكان لذلك تأثير سيء على الحركة العلميّة في المدن المغربية وخصوصاً "فاس" 7.