ومضامين وعناصر عمل وتنفيذ، ثم القبض على نواصي وثائق المعرفة وصكوكها الورقية التي ترتبط بها الألقاب العلمية، وكراسي التعليم في كل معاهد التعليم وجامعاته.
وكان من ضمن المعارف التي زحف الغزاة إلى قيادة التعليم فيها لمنح أعلى الوثائق فيها العلوم الإسلامية والعربية، لاستقدام أبناء المسلمين إلا بلادهم واستدراجهم إلى شبكة الصيد التي نصبوها لهم، بغية أن ينفذوا خطتهم العامة عن طريق من يستطيعون تصيده من هؤلاء الأبناء، ومتى تولى قيادة العلوم الإسلامية والعلوم العربية الخادمة لها، حملة ألقاب عليا مطبوعون بخاتم العدو مرصوصون في قالبه، فإن خطة الغزو تكون أكثر إحكاماً وأعظم نفاذاً.
ويخرج زمرٌ من أبناء المسلمين إليهم، فيسقط من يسقط منهم في حبائل الفكر والثقافات المدسوسة المزيفة، ويسقط من يسقط منهم في حبائل الشهوات والمطامع، ومرضيات الأهواء والنزغات، وينجو من ينجو منهم بفضل الله وعصمته، إلا أنه كما ينجو من الحريق من يدخل النار وهو يلبس الألبسة الواقية، أو كما ينجو من الغرق من يتوغل سابحاً في عباب البحر الهائج.
وهنا نقول: إن أخذ هذه العلوم الإسلامية والعلوم العربية على أيدي أعداء هذه العلوم - وإن نا فقوا لها وتظاهروا بالإخلاص لها في البحث العلمي - يمثل خطراً عظيماً على الأمة الإسلامية، ويمهد للغزاة سبيل الغزو للإسلام نفسه ولو بعد حين.
ولكن ثقتنا بالله أن الله لن يمكنهم من ذلك لأنه تكفل بحفظ كتابه، وإن من حفظ الله أن يتخذ المسلمون الخطط والوسائل اللازمة للحماية.
ومن العجيب أن كراسي العلوم الإسلامية في الجامعات العالمية إنما يتولاها في هذه الجامعات من لا يدين بالإسلام، بينما لا يتولى كراسي العلوم النصرانية إلا عالم من علماء النصرانية، ولا يتولى كراسي العلوم اليهودية إلا عالم بالهيودية من علماء اليهود، فماذا فعل المسلمون تجاه واجبهم الذي يقضي عليهم بانتداب علماء من المسلمين يتولون كراسي العلوم الإسلامية في الجامعات العالمية!؟.